للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إطلاق الإيمان على غير الإنسان مما يسبح بحمد ربه]

السؤال

يقول الله سبحانه وتعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء:٤٤] ، هل يجوز أن نطلق على هذه المخلوقات أنها مؤمنة بالله مع أنها غير مكلفة؟

الجواب

المخلوقات كلها مطيعة لله، ولكن لم يوضع فيها العقل والتكليف، بل جعل الله جل وعلا التكليف والعقل للجن والإنس، ولهذا خلقت لهم الجنة والنار، أما هذه المخلوقات فهي مطيعة لله جل وعلا خاضعة وتسبح بحمده حقيقة، ولهذا لما ذكر الله جل وعلا السجود أخبر أنه يسجد له من في السماوات والأرض، ثم قال: {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} [الحج:١٨] ، فالاستثناء من الناس فقط، أما باقي المخلوقات فهي كلها منيبة طائعة قانتة.

وهذا يدل على أن الله خلق فيها الإحساس، ولهذا أخبر أنه عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، والذي جعله يحملها وصفه بأنه ظلوم جهول: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب:٧٢] .

<<  <  ج: ص:  >  >>