للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رؤية الله في المنام]

السؤال

هل من الممكن أن يرى الله عز وجل في الرؤيا، أي في المنام؟

الجواب

هي رؤيا خيالية ليست حقيقة، فهي أمثال يضربها الملك بالنسبة للمخلوقين وبالنسبة للخالق جل وعلا، فإذا رأيت مخلوقاً وأنت في النوم فليس هو ذلك المخلوق وإنما هو مثال ضرب لك، ولكن لما كنت تعرف ذلك المخلوق ترددت في ذهنك رؤيته، فرأيته كأنه هو لمعرفتك إياه، وأما إذا وقعت الرؤيا في المنام لله جل وعلا فهذا يتبع إيمان الإنسان، فإذا كان إيمانه حسناً رأى صورة حسنة، ولهذا جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رأيت ربي في أحسن صورة) أي: في المنام.

وذلك لأن إيمانه كان أحسن الإيمان فرأى أحسن الصور، أما غيره فلا يصل إيمانه إلى مثل إيمان الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو يرى شيئاً يناسبه، وهذا المرئي ليس هو الله حقيقة، وإنما هو شيء خيل له ومثال ضرب له؛ لأن الرؤيا لها ملك موكل بها يضرب الأمثلة للأشياء إذا كانت الرؤيا حقاً، أما إذا كانت باطلاً فهي من الشيطان.

والرؤيا على أقسام ثلاثة: القسم الأول: قسم يكون من حديث النفس وما يزاوله الإنسان في حياته ومعيشته، وما يكثر التردد عليه ويتعلق قلبه به، فإذا نام رأى أنه يزاول هذه الأشياء، وهذا دليل على أن قلبه متعلق بهذه الأشياء، ويجب عليه أن يتوب ويجعل قلبه متعلقاً بالله جل وعلا، ولا يكون همه اللعب أو الدنيا أو غير ذلك، وهذا الذي كان يخافه السلف، يخافون إذا حضر الموت أن يموت الإنسان بهذه المثابة، فيموت وهو يهذي بالأمور التي يزاولها في الدنيا.

القسم الثاني: تلاعب الشيطان وتخويفه.

فإنه يتلاعب بكثير من الناس ويخوفهم ويأتي لهم بأمور تزعجهم، وقد يمنيهم بأشياء، فمثل هذا لا يجوز للإنسان أن يخبر به، وإذا رأى رؤيا من هذا النوع فعليه أن يصنع ما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم، أن ينفث عن يساره ثلاثاً، ثم يتعوذ بالله من الشيطان، ثم يغير وضعه الذي كان عليه في النوم، فإذا كان على جنبه الأيمن انقلب على جنبه الأيسر، ثم لا يحدث بذلك أحداً فإنها لا تضره.

والقسم الثالث: هي الرؤيا الصادقة التي يضربها الملك للمؤمن بأمثال تتحقق، وهي مبشرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>