للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى قوله تعالى: (كل من عليها فانٍ)

السؤال

قال الله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن:٢٦-٢٧] ، ما المراد بهذه الآية؟

الجواب

المراد بـ ((كل من عليها)) من على الأرض أو الحياة، فكل من كان حياً فإنه سيموت، ولهذا ذكر أن هذا يشمل حتى الملائكة، وأنه لا يبقى إلا الأول والآخر الذي ليس قبله شيء وليس بعده شيء سبحانه وتعالى، وهذا في الوقت الذي يكون بين النفختين: نفخة الصعق ونفخة البعث، ففي هذا الوقت لا يبقى أحد حياً، حتى الملائكة وحتى جبريل عليه السلام، وإنما الباقي هو الله جل وعلا، ولهذا جاء أنه سبحانه يقبض السماوات والأرض بيده، ثم يقول: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) ؟ أين ملوك الدنيا؟ أين الجبارون المتكبرون؟ فلا يجيبه أحد، فيجيب نفسه ويقول: (لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) ، فلا يوجد أحد يجيبه من الخلق، بل كلهم موات، وهذا يكون بين النفختين: النفخة الأولى والنفخة الثانية التي يكون فيها البعث، ثم بعد ذلك يبعث الخلائق وتبقى الجن والإنس والملائكة أحياء، فهؤلاء في العذاب وهؤلاء في النعيم دائماً ما دامت السماوات والأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>