للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التوعد بالنار لا يلزم منه التكفير]

السؤال

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أن هذه الأمة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه) فهل هذا الحديث يدل على أن جميع الفرق في النار أم أنها تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى؟

الجواب

هذا الحديث يدل على أن الثلاث والسبعين فرقة كلها من المسلمين، هذا منطوق الحديث؛ لأنه قال: (أمتي) والمقصود بالأمة أمة الإجابة؛ لأنه لا يقول على اليهود والنصارى: إنهم افترقوا على كذا وكذا، بل جعلهم مثالاً فقال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة) فدل هذا على أن المقصود بالأمة أمته التي استجابت له، أما قوله: (كلها في النار) فهذا من نصوص الوعيد الذي لا يجوز أن يحمل على ظاهره، بل يتوقف فيه الإنسان ويقول: الله أعلم بمراد رسوله صلى الله عليه وسلم، كقوله جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} [النساء:١٠] ، فإذا رأيت إنساناً يأكل مال اليتيم فلا يجوز أن تقول: إنه في النار وإنه كافر، ولكن أمره إلى الله؛ لأنه مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>