للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سبب السكوت عما شجر بين الصحابة]

قال: (ويسكتون عما شجر بين الصحابة) يعني: من طريقة أهل السنة السكوت عما شجر بين الصحابة، لا كتابة، ولا ذكراً، ولا اشتغالاً فيه؛ لأن الاشتغال في ذلك لابد أن يحدث في النفوس الميل إلى أحد أو التعدي على أحد منهم؛ لأن الذي سجل الأمور التي سجلت ليس من أهل السنة، فروايات حروب الصحابة وما وقع فيها غالبها رواها أهل الكذب وأهل الرفض، وهم من أعدائهم، جلها إن لم تكن كلها، فلهذا قسم المؤلف ما روي عنهم من ذلك إلى أقسام: قسم كثير جداً كذب صرف لم يحدث، وإنما يرويه الكذابون مثل أبي مخنف وهشام بن محمد الكلبي وغيرهما من الكذابين الذين لا يجوز أن يشتغل بما رووه وكتبوه؛ لأنهم عرفوا بالكذب، وعندهم من الحقد والبغض لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يدعوهم إلى الكذب، وهذا كثير جداً، والكذبة في هذا كثير.

وقسم زيد فيه ما غيره وجعله على غير وجهه.

وقسم ثالث نقص منه مما جعله متغيراً عما وقع.

والصحيح من ذلك نزر يسير، وهم معذورون فيه؛ لأنهم مجتهدون، إما لهم أجران أجر الاجتهاد والإصابة أو لهم أجر واحد، والخطأ مغفور، هذا هو مذهب أهل السنة في الأمور التي وقعت بين الصحابة، فلا يخلو أحد منهم أن يكون له أجران: أجر الإصابة والاجتهاد لأنه مجتهد، أو له أجر واحد والخطأ مغفور؛ لأنه مجتهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>