للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨ - قَالَ كَعْبٌ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي أَفَلا أُخْبِرُكَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمَّا أَرَى ذَبْحَ ابْنِهِ إِسْحَاقَ، قَالَ الشَّيْطَانُ: إِنْ لَمْ أَفْتِنْ هَؤُلاءِ عِنْدَ هَذِهِ لَمْ أَفْتِنْهُمْ أَبَدًا، فَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بِابْنِهِ لِيَذْبَحَهُ فَذَهَبَ الشَّيْطَانُ فَدَخَلَ عَلَى سَارَّةَ، فَقَالَ: أَيْنَ يَذْهَبُ إِبْرَاهِيمُ بِابْنِهِ؟ قَالَتْ: غَدَا بِهِ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَغْدُ بِهِ لِحَاجَةٍ إِنَّمَا ذَهَبَ بِهِ لِيَذْبَحَهُ، قَالَتْ: وَلِمَ يَذْبَحُهُ؟ قَالَ: يَزْعُمُ أَنَّ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَتْ: قَدْ أَحْسَنَ أَنْ يُطِيعَ رَبَّهُ، فَخَرَجَ الشَّيْطَانُ فِي إِثْرِهِمَا، فَقَالَ لِلْغُلامِ: أَيْنَ يَذْهَبُ بِكَ أَبُوكَ؟ فَقَالَ: لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، قَالَ: فَإِنَّهُ لا يَذْهَبُ بِكَ لِحَاجَتِهِ وَلَكِنَّهُ يَذْهَبُ بِكَ لِيَذْبَحَكَ، قَالَ: وَلِمَ يَذْبَحُنِي؟ قَالَ: يَزْعُمُ أَنَّ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَهُ بِذَلِكَ، قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ اللَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ لَيَفْعَلَنَّ، قَالَ: فَيَئِسَ مِنْهُ وَتَرَكَهُ، وَلَحِقَ بِإِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَيْنَ غَدَوْتَ بِابْنِكَ؟ قَالَ: لِحَاجَةٍ، قَالَ: فَإِنَّكَ لَمْ تَغْدُ بِهِ لِحَاجَةٍ، إِنَّمَا غَدَوْتَ بِهِ لِتَذْبَحَهُ، قَالَ: وَلِمَ أَذْبَحُهُ؟ قَالَ: تَزْعُمُ أَنَّ رَبَّكَ جَلَّ وَعَزَّ أَمَرَكَ بِذَلِكَ، قَالَ: فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي بِذَلِكَ لأَفْعَلَنَّ، فَتَرَكَهُ وَيَئِسَ أَنْ يُطَاعَ، {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ {١٠٣} وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ {١٠٤} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {١٠٥} } [الصافات: ١٠٣-١٠٥] قَالَ: وَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنِ ادْعُ فَإِنَّ لَكَ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً، قَالَ: فَقَالَ إِسْحَاقُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ أَنْ تَسْتَجِيبَ لِي، اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدٌ، أَيُّمَا عَبْدٍ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لَقِيَكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئًا أَنْ تُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ

<<  <   >  >>