للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإخوانه في الغابرين، فإنه قام بهذا الأمر أتم القيام، وبذل جهده في النصيحة لله ولرسوله، ولعباده المؤمنين، ووسائله في ذلك مثبوتة منشورة.

ومن المتعين علينا، وعليكم لزوم الاقتداء بهم والسلوك على منهاجهم، والاجتهاد في الدعوة إلى ذلك، وبذل النصيحة للمسلمين. وقد عرفتم ما حدث من كثير من الناس، من أهل الجهل، وما انتحلوه في الدين، وخرجوا بسببه عن سبيل أهل الطريقة المثلى من أهل العلم واليقين، وعدموا البصيرة في دين الله، بعدم اقتباس العلم والهدى من مظانه.

ولا ينبغي لأحد من الناس العدول عن طريقتهم، رحمة الله عليهم، ومخالفة ما استمروا عليه في أصول الدين، فإنه الصراط المستقيم، الذي من حاد عنه فقد سلك طريق أصحاب الجحيم.

وكذلك في مسائل الأحكام والفتوى، لا ينبغي العدول عما استقاموا عليه، واستمرت عليه الفتوى منهم، فمن خالف في شيء من ذلك، واتخذ سبيلا يخالف ما كان معلوما عندهم، ومفتى به عندهم، مستقرة به الفتوى بينهم، فهو أهل للإنكار عليه والرد لقوله.

ونحن نعلم أن المسائل العلمية، والأحكام التي يحكم بها الناس، والفتاوى التي يفتون بها، لا تخلو من الخلاف،

<<  <  ج: ص:  >  >>