للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وقد جع بحمد الله تعالى هذا المختصر اللطيف) أي: قليل الحجم، وإسناد الجمع إليه مجاز كما في قوله: (ما لم تجمعه) بالتأنيث، وجوز تذكيره لكون فاعله مؤنثًا غير حقيقي مؤخرًا، وهو قوله: (مجلدات) جمع مجلد، وهو كتاب ضخم غالبًا (من التآليف) بهمزة ممدودة، أي: من المؤلفات، وهو بيان لـ"ما"، وأصل التأليف إيقاع الألفة والصحبة بين الشخصين، فاستعير للجمع المناسب بين الكلمتين [أو] (١) أكثر، وفي نسخة: "من التواليف" بواو بدل الهمزة، وهو قريب منه معنًى، وإن خالفه مبنًى، ففي "القاموس": "أن الوليف البرق المتتابع، والولاف والموالفة: الإلاف والاتصال" (٢).

(وإذا انتهى) أي: الجمع (نرجو من الله أن نجعل في آخره فصلًا) ظاهره يفيد الرجاء وقت الانتهاء، والحال أنه كان قبله كما في أثنائه، كما صرّح به المصنف في أول "مفتاحه"، حيث قال: "فإني كنت وعدت عند تأليفي كتاب "الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين" أنه إذا انتهى أجعل في آخره فصلًا يفتح ما أقفل من لفظ ما فيه قد أشكل، ولما انتهى بحمد الله، وسارت به الركبان في كل البلدان، وكتب به من النسخ ما لا يحصى ولا يحصر، [وأتى بمختصراته] (٣) العدة والجنة فأعظم وأكثر،


(١) كذا في (د) و (هـ)، وفي (أ) و (ب) و (ج): "و".
(٢) "القاموس" (٤/ ٢٠٠).
(٣) كذا في (ج) و (د) وفي (أ) و (ب): "وأما لمختصراته" وفي (هـ): "أوما بمختصره أنه".

<<  <  ج: ص:  >  >>