للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقد أحسن من قال فيه شعر:

إن نابك الأمر المهول … اذكر إله العالمينا

وإن بغى باغ عليك … فدونك الحصنَ الحصينا

ولما تمادى عليَّ ذلك الزمان الكثير وأنا أسأل الله تعالى الوفاء بالعهد، ولله فيما يختار الأمر من قبل ومن بعد، حتى يسَّرَ الله تعالى بعد مضي نحو من أربعين سنة مضت من العمر كأنها سِنَةٌ، فرأيت الوفاء واجبًا، واستخرت الله تعالى، وسألته أن يجعل التوفيق والرشد لي [مصاحبًا] (١) ليكون مِفْتاحًا "للحصن الحصين"، ومفلاحًا لما أغلق من لفظه الرصين، والله المستعان، وعليه التكلان" (٢)، انتهى.

فقال ميرك: "لا يخفى أنه قد سبق قوله: "ولما أكملت ترتيبه … " إلى آخره، فيحمل "إذا انتهى" على الماضي، كما جوّزه صاحب "المغني"، لكن يخدش فيه أنه لا يناسب "نرجو" بصيغة المستقبل، إلا أن يحمل معناه على المضي أيضًا، فتأمل"، انتهى.

فالمعنى: وحين تحقق الانتهاء وقع الرجاء، وفيه أنه كان الرجاء في أثناء الانتهاء على ما سبق في كلام المصنف من الإيماء، وإلا فكان يمكن أن يحمل "نرجو" على حكاية الحال الماضية، ثم قال ميرك: "والقول بأن المراد بالترتيب المذكور سابقًا الترتيب الذهني، فهو مما لا يلتفت إليه،


(١) كذا في (أ) و (د) (ب) و"مفتاح الحصن الحصين"، وفي (ج) و (هـ): "مِصْباحًا".
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٢/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>