للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنه ما ورد من أنه حين ألقي الخليل قال: "حسبي الله ونعم الوكيل (١)، فقال تعالى: ﴿يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [الأنبياء: ٦٩] "، وقد وقع نظيره في هذه الأمة من أكابر الأئمة، كما أخبر الله سبحانه عنهم بقوله مدحًا لهم: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (١٧٤)[آل عمران: ١٧٣ - ١٧٤].

(ثم آداب الدعاء والذّكر) بالرفع في "آداب" عطفًا على "مقدمة"، وفي نسخة بالجر عطفًا على "فضل الدعاء"، قال ميرك: "أي: هذه الرسالة مقدمة تشتمل … إلى آخره. وقو له: "ثم آداب الدعاء (٢) "بالرفع، أي: هذه الأمور المذكورة في الرسالة مقدمة، ثم آداب الدعاء، وعلى التقديرين يكون بعض أجزاء الرسالة مسمًّى بالمقدمة، وبعضها بآداب الدعاء إلى آخره، ولا يخفى تعسفه.

وأما على تقدير جرّ "آداب الدعاء" كما وقع في بعض النسخ، فتكون "المقدمة" اسمًا لما يشتمل على الجميع، ولا خفاء في بُعده أيضًا، والعبارة الصالحة في هذا المقام أن يقال: وهذا الكتاب يشتمل على


(١) أخرجه البخاري (٤٥٦٣، ٤٥٦٤).
(٢) بعدها في (أ) زيادة: "والذكر"، وجعل "ثم آداب الدعاء والذكر" من المتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>