للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا، ولو فعل المصنف كما ذكره ميرك لخالف العنوان ترتيب المقاصد.

(ثم ختمته) ليكون ختامه مسكًا (بفضل الصلاة على سيِّد الخلق)، أي: أفضل المخلوق الشامل للرسل والملائكة على مذهب أهل السنة والجماعة (ورسول الحق)، أي: اللهُ، فإن الحق من أسمائه، فالإضافة لاميَّة، أو يراد به ضد الباطل، فالإضافة بيانيَّة، أي: الرسول الحق الصادق في نبوَّته، الثابت في رسالته، أو الإضافة لأدنى الملابسة، قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [النساء: ١٧٠].

(الذي هدى الله تعالى) أي: المؤمنين، وهو أولى من تقدير الحنفي بقوله: "أي الخلق"، كما لا يخفى، (به) أي: بسببه، وبواسطة دلالته (من الضلالة) أي: من ضلالة الكفر وجهالة المعصية، وفيه إشعار بأنه سبب الهداية، وأما خالقها وموفقها ومقدرها فهو الله سبحانه، كما أشار إليه سبحانه بقوله: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [القصص: ٥٦]، وقد قال: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: ٥٢]، فيكون نظيرَ قوله: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ﴾ [الأنفال: ١٧].

(وبصّر) بتشديد الصاد، أي: فتح بصيرة مَن أراده مِن أفراد خلقه (به) على ما في نسخة، أي: بسببه (من العمى) بفتح العين مقصورًا، أي: من أجل عمى عين قلبه، قال تعالى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: ٤٦] (فأوضح) أي: فأظهر الله أو رسوله

<<  <  ج: ص:  >  >>