للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعل بمعنى خذ، أي: الزمها ودم عليها (ما استطعت) إيماء إلى قوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: ١٦]، وأما قوله سبحانه: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ [آل عمران: ١٠٢] فقيل: "منسوخ، والمحققون على أن حق [تقاته] (١) تقواه هو ما يجب منها من استفراغ الوسع في القيام بالواجب، والاجتناب عن المحارم، فيرجع إلى قوله: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ ".

وأما ما روي عن ابن مسعود في تفسيره: "هو أن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى"، فقد رواه الحاكم مرفوعًا، وكذا ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وصححه المحدثون (٢)، فيكون محمولًا على


(١) من (هـ) فقط.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٣/ ٧٢٢) رقم (٣٩٠٨).
رواه الطبري في "التفسير" (٤/ ٢٨)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٩/ ٩٢/ ٨٥٠١)، وعنه: رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٧/ ٢٣٨)، وابن المنذر في "التفسير" (٧٦٨)، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٢٩٤).
وقد روي هذا الحديث عن زبيد بن الحارث واختلف عنه.
فقيل: زبيد بن الحارث، عن مرة، عن عبد الله بن مسعود موقوفًا ومرفوعًا.
قال ابن رجب: "والموقوف أصح"، وقال: "المشهور وقفه"، والدارقطني في "العلل" (٥/ ٢٧٤ س ٨٧٦) وسئل عن حديث مرة الطيب، عن عبد الله في قوله تعالى: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾، أن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى. فقال: يرويه زبيد، عن مرة، عن عبد الله. =

<<  <  ج: ص:  >  >>