للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منه أنه ينبغي أن تقع التوبة على منوال المعصية؛ إن سرًّا فسرًّا، وإن جهرًا فجهرًا، والظاهر أنه أمر استحباب، والسر فيه ظاهر. (ط) أي: رواه الطبراني في "الكبير" عن معاذ (١).

(ما عَمِلَ آدمي عملًا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) "ما" نافية، و"عملًا" مفعول مطلق، أو مفعول به، على أن "عَمِلَ" بمعنى كسب، أي: فعل عملًا من أعمال البر.

و"أنجى" أفعل تفضيل من الإنجاء، لا من النجاة؛ لأن النجاة بمعنى الخلاص، والمعنى هنا على التخليص، وهو معنى الإنجاء، وبناء أفعل التفضيل -على هذا الوزن- من باب الإفعال قياسي عند سيبويه، ويؤيده كثرة السماع، كقولهم: هو أعطاهم للدينار، وأنت أكرم لي من فلان، وهو عند غيره سماعي مع كثرته. ونقل عن المبرّد والأخفش جواز بناء أفعل التفضيل من جميع المزيد فيه، كـ"أفعل" و"استفعل" وغيرهما، [كذا] (٢) أفاده الشيخ الرضيّ.


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٢٠/ ١٥٩) رقم (٣٣١) "معجمه الصغير" (٩٤٩)، وفي "الدعاء" (١٨٥٨).
وقال الطبراني: لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد تفرد به يعقوب القمي.
قال الهيثمي (١٠/ ٣٠١): فيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وقد وثق هو وبقية رجاله.
(٢) كذا في (أ) و (ب) و (ج) و (د)، وفي (هـ): "كما".

<<  <  ج: ص:  >  >>