للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأظهر أن يراد بقوله: "الجهاد" أعم من المجرد والمنضمّ، والمراد بالمستثنى: الأخير، بقرينة ما سبق من الحديث، وبه يحصل الجمع بين الأحاديث، ويرتفع الإشكال الوارد من حديثٍ يعارض الحديث المذكور بحسب الظاهر، حتى قال الحنفي: "بينه وبين ما ذكره المصنف تدافعٌ، ولا بد فيه من القول بترجيح أحدهما على الآخر، أو من القول بوهم راوٍ من رواة أحدهما، وهو أنه روى ابن أبي الدنيا، والبيهقي من حديث ابن عمر مرفوعًا: "إنّ لكل شيءٍ صقالةً، وصقالة القلوب ذكر الله، وما من شيءٍ أنجى من عذاب الله من ذكر الله، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع"، واللفظ للبيهقي، وفي رواية: "ولا أن يضرب … " إلى آخره (١).

وروى الترمذي عن أبي سعيد: "أن رسول الله سئل: أيّ العباد أفضلُ


(١) أخرجه البيهقي في الدعوات (١٩).
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (٤٩٨٧) موضوع وقال: سكت عنه البيهقي، وليس له ذلك، فقد ذكر في "المقدمة" أنه اقتصر على ما لا يغلب كونه كذبًا؛ وليس هذا من هذا القبيل؛ فإن سعيد بن سنان -وهو أبو مهدي الحمصي- ضعيف جدًّا، كما يشعر بذلك قول البخاري: "منكر الحديث". والنسائي: "متروك الحديث". وقال الحافظ: متروك. ورماه الدارقطني وغيره بالوضع.
ومن طريقه: رواه ابن أبي الدنيا أيضًا، كما في "الترغيب" (٢/ ٢٢٨)، وصدره بلفظة: "عن"؛ فما أصاب ولا أحسن!

<<  <  ج: ص:  >  >>