للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرجو أن تقع له مصيبة عظيمةٌ، وبليةٌ جسيمةٌ، على أن البيت ما يتزن إلَّا بالوقف، لا على النصب ولا على الرفع، وَإنما الإعرابُ المذكورُ على فرض الوصل، أو بيانِ الفصل.

(أسأل اللهُ العظيم أن ينفع) أي: اللهُ المسلمين في عموم أحوالهم (به) أي: بسبب هذا "الحصن"، وما فيه من الدعوات المأثورة، ومواظبتهم إياها، (وأن يُفَرِّج) بضم الياء وفتح الفاء وتشديد الراء المكسورة، وفي نسخة بفتح فسكون فضم، ففي "القاموس": "فَرَجَ اللهُ الغَمَّ يَفْرِجُهُ: كَشَفَه، كفرَّجَه" (١)، فالمعنى: يدفع المكروه من الظلم وغيره (عن كلّ مسلم بسببه) أي: بموجب تصنيفه وكتابته، أو بمقتضى العمل بما فيه وقراءته (على أنه) قيل: "متعلق بقوله: "فإن هذا الحصن أو: بقوله: "بذلت"، فـ "على" بمعنى "مع والأظهر الأقرب كما قال ميرك: "إنه متعلقٌ بقوله: "أسأل اللهُ""، وحينئذٍ على أنه للتعليل، أي: بناءً على أنه، أي: الحصن (مع اقتصاره) وهو ما إذا كان اللفظ والمعنى قليلًا (واختصاره) وهو ما إذا كان اللفظ قليلًا والمعنى كثيرًا، ذكره ميرك، وقيل: "هما بمعنًى واحدٍ، جمع بينهما تأكيدًا".

(لم يدع) بفتح الدال أي: لم يترك (حديثًا صحيحًا في بابه) في باب الدعاء، وطريق التحصن من البلاء (إلَّا استحضره) أي: جمعه (وأتى به) أي: أحاط


(١) "القاموس" (١/ ٢٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>