للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كن سَلَفِيًّا على الجادة (١)، طريق السلف الصالح من الصحابة Object،

= أردنا أن نكون ممن اتصف بالخيرية فلنكن ممن يسير على طريقتهم، قال الله - جل وعلا -: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥]، والله - جل وعلا - قد أمر باتباع طريقة الصالحين، كما قال - جل وعلا -: ﴿وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ﴾ [لقمان: ١٥]، وأمر بالاقتداء بأهل الفضل، ولذلك لما ذكر قول إبراهيم وممن معه، أمر بالاقتداء بهم، ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الممتحنة: ٦]، ولما ذكر الله - جل وعلا - السابقين من المهاجرين والأنصار أمر باتباعهم، وأثنى على من اتبعهم، وقال النبي Object: (اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر) [١]، وقال: (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) [٢]، والنصوص في هذا كثيرة.

ولذلك تجد السلف الصالح عندهم من الفوائد والبركة الشيء الكثير، عندهم كلام قليل فيه معان كثيرة، فما أعظم مِنَّة الله علينا بأن جعل سلفنا أولئك القوم الصالحين! فإن صحابة رسول الله Object قد أثنت عليه النصوص، قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: ٢٩]، والنصوص في الثناء عليهم كثيرة.

(١) قول المؤلف: "كن سلفيًا"، بعض الناس يقول: السلف مرحلة زمنية، فكيف ينتسب المتأخر للسلف؟ فنقول: اتباع السلف ليس مرحلة وإنما هو علم وعمل، وبالتالي نحن نقصد اتِّبَاع السلف الذي جاءت النصوص به، فمن طالبنا بغير ذلك لم نسمع منه.


[١] أخرجه الترمذي (٣٦٦٢).
[٢] أخرجه الترمذي (٢٦٧٦)، وأبو داود (٤٦٠٧)، وابن ماجه (٤٢).

<<  <   >  >>