للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمراء (١)، والخوض في علم الكلام، (٢) وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع.

قال الذهبي رحمه الله تعالى: "وصح عن الدارقطني أن قال: ما شيء أبغض إليَّ من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبدًا في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفيًا" (٣). ا. هـ.

(١) قوله: "المراء"، المراد بالمراء: الحديث والمجادلة التي لا تصل إلى ثمرة ونتيجة، بحيث يردِّد كل منهما مقالته وينتصر لها، وقد جاء في الحديث أن النبي قال: (أنا زعيمٌ ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا) [١]، فإن المرء يأتي بالحق ويوضحه ويبينه ويقيم الدليل عليه، وحينئذ يكتفي بذلك.

(٢) قوله: "والخوض في علم الكلام"، علم الكلام الذي ذمَّةُ السلف الصالح يراد به: الحديث في المباحث العقدية على مقتضى الطرائق اليونانية، طرائق غير المسلمين، فإن الكلام في التوحيد على مقتضى ما ورد في الكتاب والسنة محمود مرغَّبٌ فيه، سواء كان بالدلالة الشرعية المجردة، أو بالدلالة العقلية الموافقة لها؛ لأن القرآن قد اشتمل على أعلى الأدلة العقلية الواردة في المباحث العقدية، انظر في آخر سورة (يس)، فإنها حجج عقلية ترشدك إلى الإيمان بالبعث يُذْعِنُ لها كل عاقل منصف.

(٣) قوله: "صح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إليَّ من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبدًا"، الذهبي يثني على الدارقطني، يقول: "لم يدخل الدارقطني في علم الكلام ولا الجدال، بل كان سلفيًا".


[١] أخرجه أبو داود (٤٨٠٠).

<<  <   >  >>