للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد جعلت طوع أيديهم رسالة في "التَّعالُم" (١) تكشف المندسين بينهم، خشية أن يردوهم (٢)، ويضيعوا عليهم أمرهم (٣)،

= يكون ذلك من خلال تعلمهم لآداب طلب العلم، وكذلك في الأمور السلوكية فيما يفعلونه ويؤدونه من السلوكيات والتصرفات التي قد يكون منشؤها ناشئًا من شرق أو غرب، ولا بد من أن نتعلم الآداب لنقي هؤلاء الشباب الذين توجهوا للعلم من العَثَرات السلوكية، وهكذا أيضًا فيما يتعلق بتقسيم أهل الإسلام وجعلهم طوائف وأحزابًا يعادي بعضهم بعضًا؛ إذ إن هناك من يحاول أن يفرِّق المسلمين ويوجِد الشَّتات بينهم، ولذلك لا بد أن نعطي آدابًا واضحة تجمع أبناء الأمة ليكونوا على طريقة واحدة وهيئة واحدة، ينطلقون من الكتاب والسنة، وكلَّما رجع الناس إلى الكتاب والسنة كان ذلك سببًا لتآلف قلوبهم ومحبَّة بعضهم لبعض، وجعلهم أمة واحدة ويدًا واحدة على من سواهم، وكلما ابتعدوا عن الكتاب والسنة حصل النزاع والشقاق والتطاحن والتقاتل بينهم، ومن هنا نعلم أن التآُلف بين القلوب نعمة ربانية تكون لمن تمسك بكتاب الله وسنة رسوله، قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ [آل عمران: ١٠٣].

(١) رسالة التعالُم رسالة ألَّفها الشيخ Object لبيان صفات أولئك الذين يدَّعون العلم، ويحاولون أن ينسبوا إلى أنفسهم علومًا وهم ليسوا كذلك، وليسوا من أهل العلم في شيء، وإنما يريدون إظهار أنفسهم، وأذكر أن الشيخ ضرب لذلك أمثلة، فقال: "الطُّبوليّون"، وقال: (الخنفشاريُّ"، ولعل التنبيه إلى هذا يأتي - إن شاء الله - في هذا الكتاب.

(٢) قال: "خشية أن يُردُّوهم يعني: نخشى أن يأتي هؤلاء المتعالمون لطلاب العلم، فيكون ذلك سببًا لجعل طلاب العلم يتَردُّون ولا ينتفعون بالعلم.

(٣) قوله: "ويضيِّعوا عليهم أمرهم"؛ بأن يوجهوهم إلى غير العلم النافع، أو يعطوهم معلومات خاطئة، أو يدلوهم على طرائق مخالفة لطرائق أهل العلم.

<<  <   >  >>