للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وله ابنة تزوجها رجل من مشايخ قزوين وأولدها أولادًا كثيرة (١).

سادسًا: مكانته العلمية

إنَّ الإمام الرَّافِعِيَّ إمامٌ مجتهدٌ في الفقه الشافعي والإسلامي، حرَّرَ المذهب الشافعي ونقَّح مسائله وكان له أسلوبه ومنهجه في ذلك، فقد اتبع طريقة جديدة وأسلوبًا جديدًا لم يسبقه إليه أحدٌ من الفقهاء في المذهب الشافعي، فكانوا قبله يقتصرون على رواية الآراء والأقوال ونقلها، حتى جاء الإمام الرَّافِعِيُّ فجمع ما احتوته كتبهم من الآراء والأقوال، وهذَّبَ المسائل الموجودة بها، وجمع طرقها، وفنَّد أدلتها ومَحصها وصححها، وهو في ذلك يسير على منهجٍ ذي ضوابط خاصة قد وضعها، هذا المنهج لم يسبقه إليه أحد، وهو بذلك قد أعاد للفقه الشافعي حيويته ونشاطه بعدما أصابه التقليد والاتباع، وبعدما كان قبله العمل في المذهب يقتصر على نقل الآراء والأقوال فقط، حتى وجدنا في المسألة الواحدة القولين والثلاثة وربما أكثر من ذلك، ولا نعرف ما عليه المذهب منها، والتبس هذا الأمر على الفقهاء وطلبة العلم، فجاء الإمام الرَّافِعِيُّ فصحَّح المذهب وعرَّف المعتمد من الأقوال والراجح منها.

وَالرَّافِعِيُّ في عمله هذا لم يكن مُقَلِّدًا ولم يكن يتبع في ترجيحاته واختياراته ما كان عليه المعظم كما قال البعض، وإنما كان فقيهًا حافظًا واعيًا مُجتهدًا في فقهه، لا يُقَلِّدُ أحدًا من الفقهاء السابقين، ولم يَسِرْ على أقوال أكثر أصحاب المذهب، كما لم


(١) "البدر المنير" (١/ ٣٣٦).

<<  <   >  >>