للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: "اللهُ ثَالِثُهُمَا" اللهُ أَشْهَرُ أَسْمَاءِ الرَّبِّ تعالى، وَاخْتَلَفُوا فِيِه من جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا: في أَصْلِهِ. وفيه ثلاثة مذاهب:

أَظْهَرُهَا: إِنَّ أصله "إله" على وزن إمامٍ وكتابٍ، ثم أدخلوا عليه الألف واللَّامِ فقالوا: "الإله" ثم حذفت الهمزة طلبًا لِلْخِفَّةِ لكثرة وقوع الكلمة في الكلام واحتياج الهمزة في خلال الكلمة إلى ضغطة شديدة، ونقلت حركتها بعد حذفها إلى لام التعريف فبقي "اللاه" بلامين متحركتين ثم سكنت الأولى وأدغمت في الثانية ليسهل التفوه بالاسم فقيل "الله".

وَالثَّانِي: عن المبرد، وجوز سيبويه أنَّ أصله "لَاهٌ" كجارٍ ودارٍ، أو "لَوْهٌ" كجورٍ ودورٍ، فقلبت واوه ألفًا ثم ألحق به الألف واللام للتعريف فقيل "الله" فعلى هذا فاللام الأولى لام التعريف والثانية فاء الكلمة، ومن القائلين بهذا القول من قال: أصله "لاها" بالسُّرْيانية فطرحت العرب المدة من آخره.

وَالثَّالِثُ: عن بعضهم أنَّ أصل الكلمة "ها" الكناية، وذلك لأنَّ الخلق بالفطرة شاهدون بأنَّ لهم خالقًا ومُدَبِّرًا مفطورون على الالتجاء إليه عند الشدائد، فأشاروا إليه ب "هو" إذ لم يعلموا له اسمًا موضوعًا، ثم أدخلوا عليه لام الملك فصار "له" أي: له الخلق والأمر، ثم مدّوا الصوت بالكلمة تبجيلًا وتعظيمًا فصار "لاه" ثم أدخلوا عليه الألف واللام للتعريف.

ثُمَّ إِنَّهُمْ على الاختلاف في أصله قالوا: أشبعت حركة اللام وفُخِّمَتْ حتى طبق اللسان الحنك تَفخيمًا، وليفرق بينه وبين اللات عند الوقف على قول من يقف عليه بالهاء.

وَالثَّانِيَةُ: هَذَا الاِسْمُ مَوْضُوعٌ أَوْ مُشْتَقٌّ؟

<<  <   >  >>