للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توهمه، وكتب كتاباً يحوي أربع عشرة رسالة ادعى أتباعه أنه كتبها بالإلهام، وهي التي تشكلت منها الديانة النصرانية المحرفة، ونَسَخَ الختان، واستبدل السبت بالأحد، إلى غير ذلك من تحريفاته، كما زعم بولس أن المسيح سيحاسب الناس يوم القيامة.

وعقيدة التثليث التي ابتدعها بولس لم يأت بها نبي من الأنبياء، ولا نزلت في كتاب من الكتب السماوية، ولم ترد في التوراة، وعلماء اليهود من عهد موسى إلى هذا الزمان لا يعترفون بعقيدة التثليث، ولا يرضون بنسبتها إلى كتبهم.

وأدت انحرافات بولس إلى افتراق برنابا الحواري عنه في رحلاته، وكتابته لإنجيل برنابا (١) الذي صرح فيه بتوحيد الله تعالى وبالبشارة بالنبي محمد وقال ببشرية عيسى وأنكر صلبه، وذكر أنه ألقي الشبه على يهوذا الإسخريوطي؛ كما ذكر أن الذبيح هو إسماعيل وليس إسحاق.


(١) أقدم خبر عن إنجيل برنابا كان قريباً من عام ٤٩٢ م، حين أصدر البابا جلاسيوس الأول أمراً يحرم فيه مطالعة عدد من الكتب، كان منها كتاب يسمى إنجيل برنابا، وهذا كان قبل مبعث النبي محمد ، ثم لم يظهر له خبر بعد ذلك إلا في أواخر القرن السادس عشر الميلادي؛ حيث عثر الراهب اللاتيني فرامرينو على رسائل لإريانوس يندد فيها ببولس، وأسند إريانوس تنديده هذا إلى إنجيل برنابا، فحرص هذا الراهب على الاطِّلاع على هذا الإنجيل وبحث عنه إلى أن وجده في مكتبة البابا سكتس الخامس، وطالعه بشغف شديد ثم أسلم. كما عثر كريمر أحد مستشاري ملك بروسيا على نسخة لإنجيل برنابا باللغة الايطالية عند أحد وجهاء مدينة أمستردام، وأهداها كريمر إلى الأمير إيوجين سافوي ثم انتقلت إلى مكتبة البلاط الملكي في فيينا، حيث هي موجودة الآن، وقد ترجمت إلى الإنجليزية وغيرها.

<<  <   >  >>