للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: ١٨] (١) ولكن لأن هؤلاء الكفار يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم في ضلال بعيد كما أخبر الله عنهم بقوله جل ثناؤه: {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} [إبراهيم: ٣] (٢) ويريدون أن نكون مثلهم: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: ٨٩] (٣) .

ولذا فقد أشاعوا بين ظهراني المسلمين الدعوة إلى الحرية الدينية والسياسية والدعوة إلى الإباحية وإشاعة الرذيلة؛ لأنهم يعلمون أن لعبة المباحث النظرية لا تؤدي إلا إلى الضعف، وأن دعاوى الحرية والتقدم إنما هي شرك يكفل تردي البشرية لصالح فئة منها في مهاوي التخلف والتناحر (٤) . ويعلمون -علم اليقين - أنه لا قبول لأفكارهم ومبادئهم في أجواء تحوطها أحكام الشريعة، وتحفظها- بحفظ الله- قواعد الملة، وتسيطر عليها نواميس الديانة، ويعلمون- أيضا- أن هذه


(١) سورة الحج، الآية: ١٨.
(٢) سورة إبراهيم، الآية: ٣.
(٣) سورة النساء، الآية ٨٩.
(٤) المعتزلة بين القديم والحديث، محمد العبدة، وطارق عبد الحليم، نشر دار الأرقم، ص: ١٤١-١٤٢.

<<  <   >  >>