للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومع وجود هذه الخطوات، والتآزر على تحقيقها، تظل المسافة بعيدة عن الوصول إلى الهدف الأول وهو الحماية التامة للمجتمع المسلم.

وأظن أن المسلمين سيظلون عرضه لحملات التنصير مع الوقت، وسيظل الصراع بين الخير والشر مستمرا، وسيحدث تنبه المسلمين لهذه التحديات تغييرا في الوسائل والخطط والنظرة إلى المجتمع المسلم الذي لن يكون كما كان عليه في مطلع هذا القرن الميلادي العشرين، حيث نوقشت فيه النتائج التي توصل إليها المنصرون آنذاك. ولن يكون كما كان عليه قبل خمسين سنة مضت أو عشرين سنة مضت، حيث نوقشت فيها خطط جديدة في مؤتمر كلورادو، وأظن أن مؤتمرات تنصيرية قريبة الحدوث، ستكون فيها دراسات حديثة حول الوسائل والخطط التي تتماشى مع النظام العالمي الجديد بعد انتهاء الحرب الباردة.

وأظن أن نشاطا تنصيريا سيفتح له الباب الشرقي على مصراعية، حيث يُتوقع أن تنشط الأرثودوكسية في منافسة الطائفتين الأخريين الكاثوليكية والبروتستانتية على جلب أكبر قدر ممكن من الأنصار وسيكون النشاط الأرثودوكسي أقوى من النشاطين الآخرين في محاولات للتكفير عن الماضي يوم أن كانت قوى الأرثودوكسية لا تتمتع بالحرية التي تتمتع بها الطائفتان الأخريان، وفي الوقت نفسه ستنشط الطوائف الأخرى في دخول السباق لكسب مزيد من الأنصار، وتحقيق مزيد من الأهداف.

وفي ظل هذه التطورات يؤمل ألا يعول كثيرا على مجرد المؤشرات الحسنة التي ظهرت على الساحة الإسلامية بل لا بد مع هذا تكثيف الجهود في مواجهة الحملات التنصيرية واتخاذ الوسائل الحديثة في سبيل المواجهة، ويُتوقع ألا يقتصر المسلمون على مجرد أنهم هم الذين على الحق، فيكتفون بالدعوة وسيلة من وسائل المواجهة فقط، فإن علم الداعية بالحق لا يعني بالضرورة علم المحيطين به عنه بمجرد

<<  <   >  >>