للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النصرانية.

ولا يبدو أن التركيز على الحماية واضح فيما يتعلق بالتيارات القديمة كاليهودية والفلسفات اليونانية [الإغراقية] والهندية والفارسية وغيرها، وذلك لوجود شيء من التزاوج بين النصرانية وهذه الثقافات القديمة منذ القدم، بدءا بحركة شاؤول أو بولس في النصف الثاني من القرن الميلادي الأول (ت ٦٧م) ، الذي عمل على تسخير النصرانية لخدمة الأفكار اليهودية على المدى البعيد، الأمر الذي تحقق منذ زمن، واتضح تماما بعد قيام وطن قومي لليهود في فلسطين المحتلة. وقد انضم المجلس العالمي للكنائس إلى المنظمة الصهيونية العالمية علنًا عام ١٣٩٧ هـ - ١٩٧٧م (١) .

[التعميد]

التعميد: ومن مفهومات التنصير القديمة زمنيًا ولا تزال تستخدم، مصطلح التعميد أو التغطيس، وذلك حينما يغطّس أو يعمّد الطفل صغيرا في ماء قد صلى عليه القسيس فأصبح مباركا. وعند النصارى أن هذه الشعيرة ضرورية في عدّ المرء نصرانيا، حتى ليعمّد أولئك الذين يتنصَّرون في سن متقدمة بتغطيسهم بأي ماء يدعو فيه رجل الدين بدعوات يتم بعدها إعلان دخول المعمّد في النصرانية. وهذا المفهوم الأخير يعدّ طقسا من طقوس النصرانية لا علاقة له بتلك المفهومات المتقدم ذكرها. وهو جزء من العقيدة النصرانية التي لا تدخل في نطاق هذه الوقفات. وإنما ورد ذكرها هنا رغبة في تتبع ما اصطُلِح عليه على أنه من التنصير. (٢) .


(١) أسعد عبد الرحمن. المنظمة الصهيونية العالمية ١٨٨٢ - ١٩٨٢. ط٢. - بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ١٩٩٠م. ص٢٠٢.
(٢) في مسألة التعميد أو التغطيس أو التنصير بهذا المفهوم انظر: عبد الله الترجمان الميورقي، أبو محمد. تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب. - مرجع سابق - ص١٣٤ - ١٣٩. وانظر أيضا: محمد أبو زهرة. محاضرات في النصرانية - مرجع سابق، - ص١٣٩ - ١٤٠. وانظر كذلك: محمد طاهر التنير. العقائد الوثنية في الديانة النصرانية - مرجع سابق - ص١١٥ - ١١٨.

<<  <   >  >>