للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاقتضاب (١) المعروفة في مثل قول الشاعر:

ما قال ربك ويل للألي سكروا ... بل قال ربك ويل للمصلينا (٢)

والنوع الثاني من أنواع التنصير الصريح هو التنصير القسري، (٣) ويتمثل في الحروب الصليبية، ومحاكم التفتيش واختطاف الأطفال (٤) والقرصنة البحرية وإحراق


(١) الاقتضاب في البلاغة العربية هو الانتقال مما هو ملائم إلى غير ما هو ملائم.
(٢) هذا البيت من البحر البسيط، وقائله هو " أبو نواس " من مجموعة أبيات ليس هذا المكان ذكرها، إذ هي لا تليق، ولا توجد هذه المجموعة من الأبيات في الديوان المطبوع لأبي نواس، وكم كلمة قالت لصاحبها دعني.
(٣) انظر: عبد الله محمد جمال الدين: المسلمون المنصرون أو المورسكيون الأندلسيون: صفحة مهملة من تاريخ المسلمين في الأندلس ـ القاهرة: دار الصحوة: ١٩٩١م ـ ٥٤٠ص.
(٤) مسألة خطف الأطفال شاعت أثناء محنة المسلمين في الأندلس، وهي شائعة الآن مع المحن التي يمر بها العالم بعامة، والمسلمون بخاصة، وبدت واضحة مع الأحداث التي حلت باللبنانيين والأفغان والبوسنويين والهرسك والصومال وغيرها من المواقع التي لا تبدو عليها بالضرورة المحن والكوارث.
ومن أنجح ما تقوم به الإرساليات التنصيرية الآن، هو تبني الأطفال، وتسفيرهم من بلادهم، وتلعيمهم مبادئ النصرانية وتنشئتهم عليها، أو الإبقاء عليهم في بلادهم الفقيرة، والدخول إلى قلوبهم من خلال ما يصلح لهم، ويتناسب مع عقلياتهم كالحلوى والغذاء والكساء، كما كان تعمل ذات الرداء الرمادي في مصر العربية، حيث عرف عنها أنها تأتي من شمال القاهرة إلى مصر الجديدة في جنوبها حيث يترقبها " جامعو الزبالة " من الأطفال فتوزع عليهم الكساء والأغذية " انظر: عبد الجليل شلبي: معركة التبشير والإسلام، حركات التبشير والإسلام في آسيا وإفريقيا وأوربا ـ القاهرة: مؤسسة الخليج العربي، ١٤٠٩هـ ـ ١٩٨٩م ـ ص ٣٠٥، ويذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين في افتتاح مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في الرياض أن المنصرين يقدمون الحلوى الطيبة النظيفة المغلفة للأطفال ويقولون هذه حلوى عيسى ـ عليه السلام ـ ويقدمون الحلوى المنتنة المكشوفة القذرة، ويقولون هذه حلوى محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيقر في ذهن الطفل ما يقر من مؤدى هذه الوسيلة المخادعة.

<<  <   >  >>