للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيما يتعلق بالأديان والثقافات، وأن تؤدي مهماتها المناطة بها، دون النظر إلى استغلال نفوذها سياسيا واقتصاديا لتحقيق أغراض سياسية وثقافية لأعضاء وفي هذه المنظمات على حساب الأعضاء الآخرين.

وواقع الحال أن الأحداث تثبت بجلاء أكثر ما الأيام أن المنظمات الدولية على اختلاف مهماتها تخدم النظرة الغربية للعالم الآخر. وأنها تسير حسب التوجيهات الغربية في التعامل مع الآخرين (١) وقد يكون من الأسباب الظاهرة أن الدول الغربية بعامة هي التي تدعم هذه المنظمات ماليا، وتتحمل جزءا كبيرا من ميزانياتها، وتتبنى مشروعاتها، ولذا فإن الدول التي تدعم أكثر تنال تأثيرا أكبر. وقد تناقلت الأخبار وجود أسلحة داخل أكياس القمح المرسلة من منظمة دولية إلى جنوب السودان، حيث المتمردون بقيادة جون جرنج ورفاقه، ومن انشق عنه أخيرا، وكذا الحال في المجتمعات المسلمة الأخرى.

وإذا لم تكن الصورة بهذا الوضوح فإن التوجه لهذه المنظمات يرسخ الفكرة الغربية في كل الأنشطة. ومن ذلك أنشطة المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ، ومنظمة الصحة العالمية، وجمعية رعاية الطفولة (sos) ، وغيرها من المنظمات التي تسعى إلى ترسيخ الفكرة الغربية على جميع الأنشطة، أو لِنَقُلْ تنظر إلى جميع المجتمعات بنظرة غريبة لا تتفق بالضرورة مع هذه المجتمعات التي تخدمها المنظمات الدولية. ولعل هذا يدخل في باب لكل شيء ثمن.


(١) انظر على سبيل المثال: " منظمة الصحة العالمية مؤسسة تبشيرية. " في:: مصطفى فوزي غزال. الحيل والأساليب في الدعوة إلى التبشير. مرجع سابق. ص٦٩ - ٧٥.

<<  <   >  >>