للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للتنصير والمنصرين هو غاية في حد ذاته، ولكن الدعوة إلى الله تعالى تقتضي العمل على التغلب على الصعاب التي تعترض الطريق. ومن أبرز هذه الصعاب - على ما يبدو لي - هي هذه الحملات التي لا تزال تتواصل على المجتمع المسلم.

وتتحقق المواجهة بمجموعة من الوسائل، هي - دائما - خاضعة للتغيير والتبديل والتكييف بحسب البيئات التي تقوم فيها المواجهة. والمهم عند المسلمين أن هذه المواجهات بأساليبها المتعددة لا تخرج بحال من الأحوال عن الإطار المباح شرعا، مهما كانت قوة الحملات التنصيرية، ومهما اتخذت هي من وسائل غير نزيهة، فاتخاذ المنصرين وسائل غير نزيهة لا يسوغ لنا نحن المسلمين اتباع هذا المنهج، فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا (١) .

وهذا يصدق على مجالات المواجهة بخاصة، وعلى مجالات الدعوة بعامة، (٢) بل إن وسائل المواجهة هي في ذاتها أساليب للدعوة، فقصدنا نحن المسلمين من هذه المواجهة ليس مجرد المواجهة والصد فحسب، بل الدعوة إلى الله بهذه المواجهة، بحيث نسعى إلى هداية هؤلاء المنصرين، أو بعض منهم، في الوقت الذي نحمي فيه مجتمعنا المسلم من الحملات. ولا نبتغي بهذا كله إلا وجه الله تعالى والدار الآخرة، ولذا فإن روح المنافسة غير الشريفة في هذا المجال، وفي غيره، غير واردة


(١) ومصداق هذا ما يؤثر عن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - قوله: " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا". رواه مسلم والترمذي وأحمد.
(٢) والغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة، ولا ينتظر في سبيل الوصول إلى الأهداف أن تؤول الوسائل بحال من الأحوال. ويبدو أن التأويل الآن مدخل غير طيب لطرق سبل غير مشروعة تقود بسرعة إلى الغايات. مع أن الوسائل المشروعة تقود إلى الغايات بغض النظر عن الزمن.

<<  <   >  >>