للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعالى- من النَار أَقواما بغير شفاعة؛ بل بفضله ورحمته (١) فأَما الكفار فلا شفاعة لهم، لقوله تعالى:

{فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: ٤٨] (٢) .

وعمل المؤمن يوم القيامة يشفع له أَيضا، كما أَخبر بذلك النبِي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال:

«الصَيامُ وَالقرآن يَشْفَعانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ القِيامَةِ» (٣) والموت يؤتى به يوم القيامة؛ فيُذبَحُ كما أَخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

«إِذَا صَارَ أَهلُ الجنةِ إِلَى الجنَّةِ، وَصَارَ أَهلُ النارِ إِلَى النار، أتيَ بالموْتِ حَتَى يُجْعَلَ بَيْنَ الجنةِ والنارِ؛ ثُمَ يُذْبَحُ، ثم يُنادِي مُناد: يَا أَهْلَ الجنة! لا مَوْتَ. وَيَا أَهْلَ النارِ! لا مَوْتَ؛ فَيَزْدَادُ أَهْلُ الجَنّة فَرَحا إِلَى فَرَحِهِمْ، وَيْزدَادُ أَهْل النارِ حُزْنا إِلَى حُزْنِهِم» (٤)


(١) ويشترط لهذه الشفاعة شرطان: الأول: إِذن الله تعالى في الشفاعة، لقوله: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ سورة البقرة: الآية، ٢٥٥. الثاني: رضا الله تعالى عن الشافع والمشفوع له، لقوله: وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى. سورة الأنبياء: الآية، ٢٨.
(٢) سورة المدثر: الآية، ٤٨.
(٣) انظر: (صحيح الجامع الصغير) للألباني، برقم: (٣٨٨٢) .
(٤) رواه مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>