للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحدا، ويصدرون مصادر شتى (١) يبعثهم الله عز وجل على نياتهم» (٢) .

ففي هذه الروايات الثلاث عن أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - جميعا، إشارة صريحة للعائذ بالبيت وأنه من قريش، وأنه يؤيد بنصر الله، فيهلك الله أعداءه بالخسف.

وقد ورد أيضا في الأحاديث الصحيحة ذكر خليفة يكثر الخير في زمانه حتى إنه يحثو المال حثوا ولا يعده عددا ويعطيه للناس بدون عدد، ولكن الروايات هنا أيضا لم تحدد اسم هذا الخليفة.

فعن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده» .

وفي رواية: «يكون في آخر أمتي خليفة يحثو المال حثوا» (٣) .

وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج من بني هاشم فيأتي مكة فيستخرجه الناس من بيته بين الركن والمقام، فيجهز إليه رجل من قريش، أخواله من كلب، فيجهز إليه جيش فيهزمهم الله، فتكون الدائرة عليهم، فذلك يوم كلب، الخائب من خاب من غنيمة كلب، فيستفتح الكنوز ويقسم الأموال، ويلقي الإسلام بجرانه (٤) إلى الأرض، فيعيشون بذلك سبع سنين أو قال: تسعا» (٥) .


(١) (مصادر شتى) : أي يهلكون جميعهم، ولكن مصادرهم عن الهلكة متفرقة، فمنهم إلى الجنة، ومنهم إلى النار على قدر أعمالهم ونياتهم: النهاية في غريب الحديث (٤ / ١٥) .
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن (٤ / ٢٢١٠) .
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن (٤ / ٢٢٣٤، ٢٢٣٥) .
(٤) (بجرانه) الجران: باطن العنق، والمعنى: أن الإسلام قد قر قراره واستقام وطبقت أحكامه. لسان العرب (١٣ / ٨٦) .
(٥) أخرجه الطبراني في الأوسط (٢ / ٣٥) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٣١٨) : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.

<<  <   >  >>