للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي منادٍ: يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم» (١) وفي لفظ: كل خالد فيما هو فيه، وفي رواية: «ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: ٣٩] » ، وهي في الصحيح، وفي ذلك أحاديث غير ما ذكرنا.

[الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة]

س: ما الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة؟

جـ: قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ - إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: ٢٢ - ٢٣] وقال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦] وقال تعالى في الكفار: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: ١٥] فإذا حجب أعداءه لم يحجب أولياءه، وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: «كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: " إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا» (٢) وقوله: كما ترون هذا، أي كرؤيتكم هذا القمر، تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي، كما أن قوله في حديث تكلم الله عز وجل بالوحي: " ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله: كأنه سلسلة على صفوان " (٣) . وهذا تشبيه للسماع بالسماع، لا للمسموع بالمسموع، تعالى الله أن يشبهه في ذاته أو صفاته شيء من خلقه، وتنزه النبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل شيء من


(١) رواه البخاري (٤٧٣٠، ٦٥٤٨) ، ومسلم (الجنة / ٤٠، ٤٣) .
(٢) رواه البخاري (٥٥٤، ٥٧٣، ٤٨٥١) ومسلم (مساجد / ٢١١) .
(٣) رواه البخاري (٤٧٠١) .

<<  <   >  >>