للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السيطرة والاستغلال، وإنما يراد به نشر الحق ورحمة الخلق، وإخراج الناس من عبادة المخلوق إلى عبادة الله الخالق.

[ثامنا في الحرية]

[حرية العقيدة]

ثامنا: في الحرية (أ) حرية العقيدة: أعطى الله - تعالى - في دين الإسلام لمن يدخل تحت حكمه من غير المسلمين حرية العقيدة بعدما يتم بيان الإسلام له، وبعدما يدعى إليه، فإن اختار الإسلام ففيه سعادته ونجاته، وإن اختار البقاء على دينه فقد اختار لنفسه الكفر والشقاء والعذاب في النار، ويكون بهذا قد قامت عليه الحجة وليس له عذر أمام الله - تعالى -، وحينئذ يتركه المسلمون على عقيدته على شرط أن يدفع الجزية عن يد وهو صاغر، ويخضع لأحكام الإسلام، ولا يتظاهر بشعائر كفره أمام المسلمين.

أما المسلم فلا يقبل منه بعد الدخول في الإسلام الردة عنه، فلو ارتد فإنما جزاؤه القتل، وذلك لأنه قد أصبح بردته عن الحق بعد معرفته غير صالح للبقاء، إلا أن يتوب إلى الله - تعالى - ويرجع إلى الإسلام، وإن كانت ردته بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام فيتوب من ذلك الناقض بتركه وبغضه واستغفاره الله - تعالى -.

<<  <   >  >>