للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - أنه صاحب الشفاعة العظمى وذلك عندما يشفع لأهل الموقف في أن يقضي بينهم ربهم بعد أن يتدافعها أفضل الرسل وهي المقام المحمود المذكور في قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: ٧٩] (الإسراء: ٧٩) . وقد فسر المقام المحمود بالشفاعة جمع من الصحابة والتابعين منهم حذيفة وسلمان وأنس وأبو هريرة وابن مسعود وجابر بن عبد الله وابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم. وقال قتادة: " كان أهل العلم يرون المقام المحمود هو شفاعته يوم القيامة ". وقد دلت السنة كذلك على شفاعته صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف كما جاء ذلك في حديث الشفاعة الطويل الذي أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اعتذار آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى عن قبول الشفاعة وكلهم يقول: (لست هناك) إلى أن قال: «فيأتونني فأنطلق، فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه، فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال لي: ارفع محمد، قل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع» . .) (١) الحديث.

٧ - أنه صاحب لواء الحمد وهو لواء حقيقي يختص بحمله يوم القيامة، ويكون الناس تبعا له وتحت رايته واختص به لأنه حمد الله بمحامد لم يحمده بها غيره. ذكر هذا بعض أهل العلم. وقد دلت السنة على اختصاصه بهذه الفضيلة العظيمة. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ


(١) صحيح البخاري برقم (٣٣٤٠) ، ومسلم برقم (١٩٣) .

<<  <   >  >>