للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا العرض يكون في البرزخ وهو حجة في تثبيت عذاب القبر) . وقال الحافظ ابن كثير: (وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور) (١) .

كما دل على عذاب القبر من القرآن أيضا قوله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} [التوبة: ١٠١] (التوبة: ١٠١) ، فقد استدل بها كثير من السلف على عذاب القبر، فعن مجاهد أنه قال في تفسير الآية: (بالجوع وعذاب القبر، قال: " ثم يردون إلى عذاب عظيم " يوم القيامة) . وعن قتادة قال: (عذاب الدنيا وعذاب القبر ثم يردون إلى عذاب عظيم) ، وقد استدل بهذه الآية والتي قبلها على عذاب القبر الإمام البخاري في ترجمته للأحاديث في عذاب القبر (٢) .

وأما ما جاء في السنة من الأدلة على نعيم القبر وعذابه فكثير جدا من ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال: «إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة» (٣) . وفي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال: «لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر» (٤) . والأدلة على هذا كثيرة من الكتاب والسنة وقد ذكرت ما يستدل به في إثبات عذاب القبر ونعيمه، والله أعلم.


(١) تفسير ابن كثير ح٧ / ١٣٦.
(٢) صحيح البخاري باب ما جاء في عذاب القبر، فتح الباري (٣ / ٢٣١) .
(٣) صحيح البخاري برقم (١٣٧٩) ، وصحيح مسلم برقم (٢٨٦٦) .
(٤) صحيح مسلم برقم (٢٨٦٨) .

<<  <   >  >>