للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ذكر الأشعري في مقالات الإسلاميين أن الصنف الخامس عشر من أصناف غلاة الشيعة، يزعمون أن الله عز وجل وكل الأمور وفوضها إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأنه أقدره على خلق الدنيا فخلقها ودبرها وأن الله سبحانه لم يخلق من ذلك شيئا ويقول ذلك كثير منهم في علي (١) وجاء في المسائل المجموعة من الحقائق العالية والدقائق من كتب الإسماعيلية ما نصه: (ليس بين المبدع الأول ومبدعه تعالى شيء من نور ولا غيره، والذي سمعت من ذلك هو أن السابق لما سبق أبناء جنسه إلى توحيد مبدعه. طرقه من مبدعه مادة إلهية اطلع بها على علم ما كان وما يكون وأن تلك المادة شائعة في ذات المبدع الحاملة لها فلا فرق بينه وبينها بل هو هي وهي هو.

كما أن العلم المتصل بكل متعلم إذا وصل النفس الحاملة له لم يبق فرق بين العلم والنفس الحاملة له وصارت تلك المادة إلهية سارية من المبدع الأول إلى من دونه من عقول عالم الإبداع وعقول عالم الطبيعة فهي عمود النور الساري فيما بين العقول وبين المبدع الأول) (٢) .

ونجد في هذا النص تشابها بين المبدع الأول الذي فاضت عليه مادة إلهية فصار ممدا لغيره بذلك الفيض الإلهي، وبين الحقيقة المحمدية أو الروح المحمدي الذي أمد جميع الأنبياء والأولياء بالوحي والعلم الباطني كما ذهب إلى ذلك ابن عربي ومن تابعه على ما سيأتي بيانه.


(١) مقالات الإسلاميين، ص١٦.
(٢) المسائل المجموعة من الحقائق العالية والدقائق، ضمن مجموعة رسائل إسماعيلية، طبع مكتبة المثنى، بغداد، ص ٥٩.

<<  <   >  >>