للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان يسلم إذا قدم من سفر ولم يقل قط أنه يسمع الرد. وكذلك التابعون وتابعوهم، وإنما حدث هذا من بعض المتأخرين. . . ممن قل علمه بالتوحيد والسنة، فأضله الشيطان كما أضل النصارى في أمور لقلة علمهم بما جاء به المسيح ومن قبله من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم) (١) .

إذا تبين لنا هذا علمنا أن ما يدعيه الصوفية من حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ورؤيتهم له يقظة هو محض خرافة، يكذبها العقل والواقع والتاريخ وأن ما بنوه على أساس هذه الخرافة باطل، وأن هذا من تلاعب الشياطين بهم لأنهم ليسوا على الطريقة الشرعية في عقائدهم وعبادتهم، وإلا لو كان هذا صحيحا لحصل لأفضل الخلق بعده - صلى الله عليه وسلم - وهم صحابته، لكنهم لما كانوا على الصراط المستقيم لم تطمع الشياطين في إضلالهم بمثل هذه الخرافات والبدع (٢) .

وكما لبس الشيطان عليهم في ادعائهم لرؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في اليقظة، فقد لبس على كثير منهم في الرؤيا المنامية مع تعمد كثير منهم الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام.

فها هو ابن عربي إمام ملاحدة الصوفية المسمى عندهم بالشيخ الأكبر والكبريت الأحمر يزعم بأنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام وقد أعطاه كتاب فصوص الحكم ليخرج به على الناس، وهو كتاب مشحون بالكفر والكذب على الله ورسوله من أوله إلى آخره.

فلم يكتف بالكذب في يقظته حتى كذب في منامه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغالب الصوفية يعتمدون على الرؤيا المنامية في إثبات بدعهم وخرافاتهم، فالصادق منهم لبس عليه الشيطان بأنه رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو في الحقيقة لم يره، وأما الكذوب فأمره بين.


(١) مجموع الفتاوى ٢٧ / ٣٩١ - ٣٩٣.
(٢) انظر في الرد على هذه الخرافة فتاوى الإمام محمد رشيد رضا، المجلد الخامس ص ١٨٤٥، وما بعدها، جمع وتحقيق د. صلاح الدين المنجد. ويوسف خوري ط ١، دار الكتاب الجديد، ببيروت، ١٩٧١م.

<<  <   >  >>