للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الحديث مما يستدل به المخالفون على إثبات التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل خلقه.

قال صاحب كتاب وفاء الوفا:

(اعلم أن الاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم وبجاهه وبركته إلى ربه تعالى من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين، واقع في كل حال، قبل خلقه صلى الله عليه وسلم وبعد خلقه في حياته الدنيوية، ومدة البرزخ وعرصات القيامة) (١) ثم ساق حديث توسل آدم السابق مستدلا به، وكذا استدل به السبكي وغيره (٢) .

ولكن هذا الحديث موضوع لا يجوز الاستدلال به، لوجود عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في سنده وهو متهم بالوضع.

لذا فقد حكم ببطلان هذا الحديث ابن تيمية (٣) والذهبيُّ (٤) وابنُ عبد الهادي (٥) وابن حجر (٦) . فلا يجوز لأحد أن يستدل بهذا الحديث لأجل تصحيح الحاكم له.

هذا وقد استدلوا بأحاديث وآثار كلها واهية وموضوعة ومثلها الحكايات. لكن بقي أن أنبه إلى أثر مالك الدار الذي استدل به السبكي على جواز طلب الدعاء من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته (٧) .


(١) وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى. نور الدين علي بن أحمد السمهودي تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، ط ١، مطبعة السعادة، مصر، ١٣٧٤ هـ، ٤ / ١٣٧١.
(٢) انظر شفاء السقام، ص ٦١، وما بعدها.
(٣) انظر: القاعدة الجليلة، ص ٨٦- ٩٠.
(٤) انظر: ميزان الاعتدال، ٢ / ٥٠٤.
(٥) انظر: الصارم المنكي، ص ٣٧.
(٦) انظر: لسان الميزان، ٣ / ٣٥٩ - ٣٦٠.
(٧) انظر: ص٢٦٠، من هذا البحث.

<<  <   >  >>