للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سوء العواقب، والتذكير بعذاب الله، وأليم عقابه يوم يتبرأ دعاة السوء ممن غرروا بهم، ويتمنّى المخدوعون بزخرف القول أن لو عادوا إلى الدنيا، فيتبرءوا من دعاة السوء كما تبرءوا منهم يوم القيامة، وأنى لهم ذلك؟

لا تأثير للدعوة إلى الحق وإن كانت صادقة إلا إذا وجدت آذانًا صاغية، وقلوبا واعية، وفطرة سليمة لم تفسدها الأهواء، ولذا لم يستجب لِإبراهيم أبوه، بل أنذره لئن لم ينته ليرجمنه، وأمره بهجره مليا، فصبر إبراهيم على أذاه، وقابل سيئته بالحسنة، وقال له:

{سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي} [مريم: ٤٧] واعتزلهم وما يدعون من دون الله، بعدًا عن الفتنة، إذ لم يستطع القضاء عليها، وأملًا في أن يجد لدعوته أرضا خصبة، فوهب الله له: إسحاق، ويعقوب، وجعل كلًا منهما نبيا، جزاء وفاقًا بصدقه في الدعوة، وإخلاصه فيها، وصبره على الأذى في سبيل نشرها، وهجره للشرك وأهله، اتقاء للشرّ، وبعدًا عن مواطنه ومظاهره.

قال الله- تعالى-: {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ} [مريم: ٤٦]

<<  <   >  >>