للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} [البقرة: ٢٥٧]

فانظر كيف أفرد النور الذي هو الحق، وجمع الظلمات التي هي الباطل والزيغ، فتفرقة الآراء، والاختلاف في الاعتقاد من خصال الجاهلية وما كان عليه أهل الباطل، والاتفاق على العقيدة الحقة هو من دأب أتباع الرسل والمتمسكين بما شرعه الله تعالى.

[الثانية والستون دعواهم العمل بالحق الذي عندهم]

الثانية والستون دعواهم العمل بالحق الذي عندهم كما قال تعالى في سورة " البقرة " [٩١] : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: ٩١]

أي: نستمر على الإيمان بالتوراة وما في حكمها مما أُنْزِل لتقرير حكمها، ومرادهم بضمير المتكلم إما أنبياء بني إسرائيل - وهو الظاهر، وفيه إيماء إلى أن عدم إيمانهم بالقرآن كان بغيا وحسدا على نزوله على من ليس منهم - وإما أنفسهم، ومعنى الإنزال عليهم: تكليفهم بما في الْمُنَزَّل من الأحكام.

وذُمُّوا على هذه المقالة لما فيها من التعريض بشأن القرآن، ودسائس اليهود مشهورة، وتمام الكلام في التفسير (١) .


(١) يكذب دعواهم العمل بالحق الذي عندهم، تركهم رجم الزاني مع اعترافهم أنه في كتابهم، كما يأتي في هامش ص (١٢٩) .
وقد تقدم أيضا في هامش المسألة السادسة والعشرين أنهم كفروا بعيسى وفي كتابهم التصديق به.

<<  <   >  >>