للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصفرون فيها، ويصفقون (١) .

وباقي الآية معلوم.

والمقصود أن مثل هذه الأفعال لا تكون عبادة، بل من شعائر الجاهلية.

فما يفعله اليوم بعض جهلة المسلمين في المساجد من المكاء والتصدية يزعمون أنهم يذكرون الله، فهو من قبيل فعل الجاهلية، وما أحسن ما يقول القائل فيهم:

أقال الله صفِّقْ لي وغَنِّ ... وقل كفرا وسم الكفر ذكرا

وقد جعل الشارع صوت الملاهي صوت الشيطان، قال تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [الإسراء: ٦٤]

[السابعة والستون دعواهم الإيمان عند المؤمنين فإذا خرجوا خرجوا بالكفر الذي دخلوا به]

السابعة والستون دعواهم الإيمان عند المؤمنين، فإذا خرجوا خرجوا بالكفر الذي دخلوا به (٢) .


(١) أخرجه ابن جرير في تفسيره (٩ / ٢٤١) عن سعيد بن جبير.
(٢) كما قال تعالى: "وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون" [المائدة: ٦١] ، وقال تعالى: "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون" [البقرة: ١٤] ، وقال تعالى: "إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون" [المنافقون: ١ - ٣] .
وهذه حال كثير من الدعاة إلى الباطل، حيث تجده يخرب في الإسلام مع ادعائه الحرص عليه وعلى أهله.

<<  <   >  >>