للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" بإن " المؤكدة ولام التعليق (١) فهل يقول عاقل: إنهم يشهدون بكلمتي الإخلاص، ويعترفون بها؟ . وهل هذا القول إلا رد لكتاب الله وخروج (٢) عن سبيل المؤمنين؟ فإنهم مجمعون (٣) على اعتبار ما دلت عليه الشهادتان من المعنى المراد، وأنه هو المقصود.

ولم يقل أحد أن الإيمان مجرد اللفظ من غير عقيدة القلب وعلمه وتصديقه، ومن غير عمل بمدلول الشهادتين، وما سمعت أن أحدا قاله إلا طائفة من المتكلمين من الكرامية (٤) نازعوا الجهمية في قولهم: إن [٦٠] ، الإيمان، هو التصديق فقط. وقابلوا قولهم بأنه مجرد الإقرار فقط. والقولان مردودان عند الأمة، ولكنهما أحسن وأقرب إلى قول أهل العلم مما أتى به هذا المفتري، من عدم اعتبار العلم والمعنى، ومن قرأ القرآن أو سمعه وهو عربي اللسان يعلم (٥) أن قتال (٦) المشركين معلل بنفس الشرك معلق عليه.

قال تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} [التوبة: ٣٦] [التوبة / ٣٦] .

وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [المائدة: ٧٢] (٧) [المائدة / ٧٢] .


(١) في (ق) : "التعليل ".
(٢) في (ق) : "وخرج".
(٣) في (ق) : "يجمعون ".
(٤) في (ق) : "الكرامين ".
(٥) في (المطبوعة) : "فإنه يعلم ".
(٦) في (المطبوعة) : " قتل ".
(٧) في (ق) زيادة: " وما للظالمين من أنصار ".

<<  <  ج: ص:  >  >>