للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمما " (١) " نحن فيه من الجهالة (٢) كون البدو (٣) نجري عليهم (٤) أحكام الإسلام مع معرفتنا أن الصحابة قاتلوا أهل الردة، وأكثرهم متكلمين (٥) بالإسلام، ومنهم من أتى بأركانه ومع معرفتنا أنه من كذب بحرف من القرآن كفر ولو كان عابدا وأن من استهزأ بالدين أو بشيء منه فهو كافر؛ وأن من جحد حكما مجمعا عليه فهو كافر، إلى غير ذلك من الأحكام المكفرات، وهذا كله مجتمع في البدو وأزيد، ونجري عليهم (٦) أحكام الإسلام اتباعا لتقليد من قبلنا بلا برهان.

فيا إخواني: تأملوا وتذاكروا في هذا الأصل يدلكم على ما هو أكثر من ذلك. وأنا أكثرت عليكم الكلام؛ لوثوقي بكم أنكم ما تشكون في شيء فيما (٧) تحاذرون، ونصيحتي لكم ولنفسي، والعمدة في هذا أن يصير دأبكم في الليل (٨) والنهار أن تجأروا إلى الله تعالى أن يعيذكم من شرور أنفسكم وسيئات أعمالكم، وأن يهديكم إلى الصراط المستقيم الذي عليه رسله وأنبياؤه وعباده الصالحون (٩) وأن يعيذكم من مضلات الفتن،


(١) في (ق) و (م) : " فيما "، وفي (المطبوعة) : " مما "، وساقطة من (ح) .
(٢) في (المطبوعة) زيادة: "قبل انتشار هذه الدعوة الإسلامية ".
(٣) في النسخ الأربع: "البدوي"، ولعل ما أثبته هو الأقرب للصواب.
(٤) في النسخ الأربع: "عليه"، ولعل ما أثبته هو الأقرب للصواب.
(٥) في (المطبوعة) : "متكلمون "، وهو الصواب؛ لكن المصنف ساق لنا الرسالة بحروفها، دون تغيير.
(٦) في النسخ الأربع: "عليه "، ولعل ما أثبته هو الأقرب للصواب.
(٧) في (ق) : "مما".
(٨) في (ق) و (م) : "بالليل ".
(٩) في (المطبوعة) : "الصالحين " وهو الصواب، لكن المصنف أراد أن يلتزم الرسالة بلفظها وحروفها دون تغيير ولا تصويب لأخطائها.

<<  <  ج: ص:  >  >>