للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زكاهم وعدلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: " «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله» (١) وقد قام الدليل والبرهان على جهلك بأصل الدين والإيمان، وأنك لا تفرق بين الكفر والإسلام، والشرك والتوحيد، والعدل والجور، فمن يقبل حكمك القاسط؟ ومن يلتفت إلى قولك الساقط؟

ما أنت بالحكم الترضي حكومته ... ولا الأصيل , ولا ذا الرأي والجدل (٢)

وقد شهد أهل العلم والدين لهذا الشيخ، بأنه من المتبعين لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآثار أئمة الدين في أصل دعوته وأحكامه في الأموال وغيرها. وأما قوله: (فطالع كلام العلماء في "الإقناع " وغيره من كتب الأصحاب) ، فمن طالعها وعرف سيرة الشيخ وصنيعه في جبايتها وإخراجها علم أنه من أحق الناس أن ينسب إليه العدل وموافقة أهل العلم (٣) وأنه أولى الناس بهم، وأقربهم إلى دين الله ورسوله؟ ولكن لا حيلة في المتكبر عن قبول الحق والاعتراف به، ولولا حجاب الكبر ودائه القاتل (٤) لما اختلف على الرسل اثنان؟ ولما عبدت الأصنام والأوثان؟ والله المستعان.


(١) أخرجه بلفظ: "يرث " البيهقي في الكبرى (١٠ / ٢٠٩) ، وفي مقدمة دلائل النبوة من طريق ابن عدي (١ / ٤٤) ، وقال محققه د. عبد المعطي قلعجي: أورده ابن عدي في الكامل من طرق كلها ضعيفة، وذكره الخطيب في شرف أصحاب الحديث ص (٢٨- ٣٠) .
(٢) هذا البيت للفرزدق يناقض به جريرا، وعيب فيه على الفرزدق إدخاله (أل) على (الفعل) في قوله "الترضي ".
(٣) في (ق) زيادة: "له" بعد "العلم".
(٤) ساقطة من (ق) و (م) .

<<  <  ج: ص:  >  >>