للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفتحة للهمزة لا من الهمزة، وفتحها على قراءة (١) الكسائي، والقراءة على كسرها، وقوله صلى الله عليه وسلم: " «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله» " (٢) والإشارة فيه إلى ما جاء به صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة، وأين هو مما دلَّ عليه قول الناظم في أبياته السابقة؟

فأهل العلم في الحقيقة: كل من عَقَل عن الله مراده، وعرف مما جاءت به الرسل من تحقيق التوحيد ووجوب إسلام الوجوه للذي فطر السماوات والأرض، مع الإقبال على الله والإعراض عن عبادة ما سواه، والبراءة من الشرك وأهله، والسير إليه تعالى على منهاج أنبيائه ورسله، وعباده الصالحين، ففي هذا العلم والعمل والمتابعة، وأما الخُلُوف الذين يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون فهم من أقل الناس حظًّا ونصيبا من العلم الذي جاءت به الرسل.

وأما قوله: (وقد أجمعت الأمة أنها لا تجمع ولا تجتمع على ضلالة) .

فإجماع الأمة حجة ولا يكون على ضلالة، ولكن أي (٣) الأمة؟ أيظن هذا أن الأمة من روى البردة دون (٤) سائر الأمة؟ وأين مَنْ قَبْل صاحب البردة بنحو ستة قرون؟ .

أليسوا من الأمة؟ عافانا الله وإخواننا المسلمين من هذا الهذيان الذي [١٤٤] ، يهدم أصل التوحيد والإيمان.


(١) قوله: "الفتح من الهمزة. . . " إلى هنا ساقطة من (ق) .
(٢) سبق تخريجه، انظر ص (١٩٧) .
(٣) في (ح) و (ق) و (م) : "أين ".
(٤) سقطت من (المطبوعة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>