للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أحسن ما قال قتادة عن حال أول هذه الأمة من (١) .

المسلمين:

لما قالوا لا إله إلا الله، أنكر ذلك المشركون (٢) وكبرت (٣) عليهم؛ فأبى الله إلا أن يمضيها وينصرها، ويظهرها على من ناوأها، إنها كلمة من خاصم بها فلج، ومن قاتل بها نصر. إنما يعرفها أهل هذه الجزيرة من المسلمين التي يقطعها (٤) الراكب في ليالٍ قلائل، ويسير الراكب في فئام لا يعرفونها، ولا يقرون بها.

وهذا المعترض عاش في ظل ذلك، وتولَّى القضاء، وصارت له الرياسة عند أهل محلته بانتسابه إلى هذا الدين، ودعواه محبة (٥) الشيخ (٦) وأنه شرح بعض كتبه، ومع ذلك تجرَّد لمسبته ومعاداته، وجحد ما جاء به وقرره من الهدى ودين الحق.

قال الله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [الأنعام: ٢٦] [الأنعام -٢٦] .

وقال بعضهم:

وما ضر نور الشمس إن كان ناظرًا ... إليها عيونٌ لم تزل دهرها عميا

ولا ينكر ما قررناه إلا مكابر في الحسيات، ومباهت في


(١) في (ق) و (س) زيادة: " أن ".
(٢) في (ق) : " أنكروا ذلك المشركين ".
(٣) في (س) : " وكبر ".
(٤) في (ح) : " يغطها ".
(٥) في (ق) : " ومحبة ".
(٦) في (س) زيادة: " رحمه الله ".

<<  <  ج: ص:  >  >>