للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مسائل في التوحيد]

[المسألة الأولى توحيده تعالى في ربوبيته خلقا وملكا وتدبيرا]

المسألة الأولى: توحيده تعالى في ربوبيته خلقًا وملكًا وتدبيرًا: بين القرآن الكريم أن الله تعالى هو وحده الخالق لهذا الكون بكل ما فيه بلا شريك ولا معين له في ذلك، فالله تعالى أوجده من العدم ووضع له النواميس التي يسير عليها، وخلق فيه المخلوقات المختلفة التي تعيش فيه.

ولأنه تعالى المتفرد بخلقه فهو كذلك المتفرد بملكه لكل ما في الكون وليس لسواه ملك على أي شيء أصالة كما أنه تعالى هو المتصرف المدبر للكون. وقد جعل الله تعالى آياته في الكون وانتظام أمره ونفاذ قدرته أدلة على وجوده وتفرده وعظيم سلطانه وقدرته ذلك أن البشر جميعًا - إلا من شذ منهم - يقرون بأن الله تعالى هو الخالق لهذا الكون المالك له والمدبر لأمره، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف: ٨٧] والإيمان بالربوبية يزيد النفس خشوعًا ورهبة لأن الإنسان ضعيف بطبعه وخلقته فإذا ظهرت قوة خارقة وقف أمامها مبهورًا كما قال الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: ٦٧]

<<  <   >  >>