للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبهذا ظهر أنه يدعو إلى توحيد نفسه لا إلى توحيد الله (١) .

ومنها: أنه بعث إلى بلداننا كتابًا مع بعض دُعاته بخطِّ يده، وحلف فيه بالله أن علمه هذا لم يعرفه مشايخه الذين ينتسب إلى أخذ العلم منهم - في زعمه، وإلا فليس له مشايخ - ولا عرفه أبوه، ولا أهل «العارض» . فيا عجبًا إذا لم يتعلمه من المشايخ ولا عرفه أبوه ولا أهل قُطْره، فمن أين علمه؟ وعن من أخذه؟ هل أوحى إليه؟ أو رآه مناما؟ أو أعلمه به الشيطان؟ وحلفه هذا أشرف عليه جميع أهل العارض (٢) .

ومنها: أنه يقطع بتكفير ابن الفارض وابن عربي (٣) .

ومنها: أنه قاطع بكفر سادةٍ عندنا من آل الرسول، لأجل أنهم يأخذون النذور، ومن لم يشهد بكفرهم فهو كافر عنده (٤) .

ومنها: أنه ثبت عنه لمّا قيل له: اختلافُ الأئمة رحمة؛ قال: اختلافهم نقمة (٥) .

ومنها: أنه يقطع بفساد الوقف، ويكذِّب المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنهم وقفوا (٦) .

ومنها: إبطال الجعالة على الحج (٧) .

ومنها: أنه ترك تمجيد السلطان في الخطبة، وقال: السلطان فاسق لا يجوز تمجيده (٨) .

ومنها: أنه قال: الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها هي بدعة وضلالة تَهْوِي بصاحبها إلى النار (٩) .


(١) هذه فرية صلعاء فإن أشهر ما دعا إليه الشيخ إخلاص التوحيد والعبادة لله وحده، وهذه قضيته الكبرى بإجماع الناس، وهي أبرز ما ينقم عليه خصومه من المدافعين عن الشركيات والبدع ووسائلها وأهلها، فكيف يقال إنه يدعو إلى توحيد نفسه.
(٢) هذا من التدليس والتلبيس فإن الشيخ لم يدَّع ذلك، إنما بين حال المقلدين، الذي أخذوا دينهم عن الأباء والأجداد دون بصيرة، وبعض العلماء الذين عارضوا دعوة التوحيد، وبعضهم لم يفهم أو لم يفقه معنى لا إله إلا الله فجعل دعاء غير الله ونحو ذلك من التوسل المشروع.
(٣) هذه الدعوى نفاها الشيخ بنفسه في رسائله.
(٤) هذا من الكذب فلم يثبت.
(٥) هذا أيضًا من الكذب.
(٦) ليس على إطلاقه، فالشيخ إنما أنكر بعض صور الوقف التي فيها ظلم وجنف.
(٧) لم يثبت ذلك عنه.
(٨) لم يثبت عنه ذلك. بل كان في رسائله يدعو للأمراء التابعين للسلطان كما فعل في رسالته لأشراف مكة.
(٩) الشيخ يرى ويعلن مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأنها من الحقوق الواجبة على كل مسلم لكنه ينكر ما يفعله أهل البدع من الأذكار والهيئات المبتدعة في ذلك.

<<  <   >  >>