للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما زال كذلك يحبه قوم ويكرهه آخرون فآواه أهل الدرعية وظن بعض منهم أنه رسول لكافة البرية (١) فصنف لهم رسالة سماها "كشف الشبهات عن خالق الأرض والسماوات" كفَّر فيها جميع المسلمين وزعم أن الناس كفار منذ ستمائة سنة وحمل (٢) الآيات التي نزلت في الكفار من قريش على أتقياء الأمة (٣) وكان ممن تبعه وقبل منه كل ما يقول محمد بن سعود أمير الدرعية (٤) واتخذه وسيلة لاتساع الملك وانقياد الأعراب (٥) له فصار يدعوهم إلى الدين، وأثبت في قلوبهم أن جميع من هو تحت السبع الطباق مشرك على الإطلاق (٦) ومن قتل مشركًا فله الجنة، فتابعوه وصارت نفوسهم بهذا الاعتقاد مطمئنة.

وكان محمد بن سعود يتمثل ما يأمره به، فإذا أمره بقتل إنسان أو أخذ ماله سارع إلى ذلك، فكان محمد بن عبد الوهاب معهم كالنبي في أمته لا يتركون شيئًا مما يقوله ولا يفعلون شيئًا إلا بأمره، ويعظمونه غاية التعظيم ويُجِلّونه غاية التجليل» (٧) ثم ذكر صفة اتساع ملك الأمير محمد بن سعود، وكيف دانت له جزيرة العرب، ودخوله مكة بالصلح وخروجه منها سنة ١٢٢٧هـ.


(١) هذه فرية عجيبة.
(٢) هذا من الكذب، وفندها الإمام في رسائله كما في رسالته السابقة.
(٣) هلاَّ ذكر لنا واحدًا من هؤلاء الأتقياء الذي يزعم أن الإمام كفرهم؟ ويله ما أكذبه.
(٤) وهذا مما يحمد لكل من الإمامين حين تعاضدا وتعاهدا على نشر الدين والعدل والأمن، وإقامة السنة وإماتة البدع.
(٥) هذا من التلبيس فإن الغاية التي سعى إليها كل منهما أن تقوم للدين دولة تنشره وتحميه، واتساع الملك وانقياد الأعراب إذا كان في سبيل تحقيق غاية الدين، ونصر الحق، وجمع الشمل، ونشر الأمن فهو مطلب مشروع. وهذا ما كان عليه كل من الإمام محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود وأحفادهما.
(٦) هذا من الكذب.
(٧) هذا ثناء ووصف صائب لكنه يثير غيرة المخالفين أهلِ البدع، ولذلك لم يدع كاتبه عادته من اللمز بدعوى النبوة والقتل.

<<  <   >  >>