للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فتوى ابن عمر لعثمان بألا يخلع نفسه لئلا تتخذ عادة]

ولقد دخل عليه ابن عمر، فقال [له عثمان] : انظر ما يقول هؤلاء، يقولون: اخلع نفسك أو نقتلك، قال له [ابن عمر] : أمخلد أنت في الدنيا؟ قال: لا، قال: هل يزيدون على أن يقتلوك؟ قال: لا. قال: هل يملكون لك جنة أو نارًا؟ قال: لا. قال: فلا تخلع قميص الله عنك، فتكون سنة، كلما كره قوم خليفتهم خلعوه أو قتلوه (١) .


(١) أورد البلاذري هذا الخبر في أنساب الأشراف (٥: ٧٦) من حديث نافع عن ابن عمر. وقبل أن يفتي ابن عمر لخليفته بذلك ويدعوه إلى هذه التضحية النبيلة كان عثمان على بينة من ذلك ونور من الله، فقد أخرج ابن ماجه في مقدمة سننه (رقم ١١٢ الباب ١١ ج ص ٤١) من حديث النعمان بن بشير عن أم المؤمنين عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان: ((يا عثمان إن ولاك الله هذا الأمر يومًا فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك الله فلا تخلعه)) يقول ذلك ثلاث مرات. وفي مسند الإمام أحمد (ج ٦ الطبعة الأولى: ص ٧٥ و ٨٦ و ١١٤ و ١٤٩) حديث عائشة هذا بألفاظ مختلفة يرويه عنها ابن أختها عروة بن الزبير والنعمان بن بشير وغيرهما.

<<  <   >  >>