للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدعاء إليه، كان له من الأجر أضعاف ما كان لمن كان متمكنا منه معانا عليه بكثرة الدعاء إلى الله. . إلخ.

وفي بيت المقدس أيضا لقي ابن الكازروني وقال عنه: إنه كان يأوي إلى المسجد الأقصى، ثم تمتعنا به ثلاث سنوات، ولقد كان يقرأ في مهد عيسى فيسمع من الطور (١) فلا يقدر أحد أن يصنع شيئا دون قراءته إلا الإصغاء إليه.

ونقل صاحب نفح الطيب (١-٣٤٠) قوله: " شاهدت المائدة بطور زيتا مرارا وأكلت عليها ليلا ونهار وذكرت الله سبحانه فيها سرا وجهارا " (٢) . . . . وكانت صخرة صلداء لا تؤثر فيها المعاول، وكان الناس يقولون: مسخت صخرة والذي عندي أنها صخرة في الأصل وقطعت من الأرض محلا للمائدة النازلة من السماء وكل ما حولها حجارة مثلها. وكان ما حولها محفوفا بقصور نحتت في ذلك الحجر الصلد، بيوت أبوابها ومجالسها منها مقطوعة فيها (٣) . وقد كنت أخلو فيها كثيرا للدرس. . . . إلخ


(١) نبهني صديقي الأستاذ الشيخ محمد صبري عابدين إلى أن مهد عيسى في داخل ساحة المسجد الأقصى بالقرب من السور المطل على مقبرة باب الرحمة، ويشرف عليه طور زيتا المعروف بالطور، وهو جبل يقع شرقي المسجد الأقصى وفيه قرية تعرف باسم الطور (انظر الأنس الجليل ١: ١٥٠ و٢٢٦ و٢٤١ و٢٦٢) .
(٢) كتب إلي فضيلة الأستاذ الشيخ محمد صبري عابدين يقول: وإلى هذا الزمان يوجد مكان في طور زيتا ملحق بمسجد الأسعدية بقرب الطور يقال له (مكان صعود المسيح عليه السلام) وهو بلاطة سوداء بركانية، وربما كانت هي المائدة المشار إليها في كلام القاضي ابن العربي. وقد رأيتها حين زيارتي لمسجد الأسعدية، وفي المسجد كهف فيه قبور بعض العلماء والصالحين.
(٣) قال الأستاذ الشيخ محمد صبري عابدين يصف الكهف الذي ذكره في التعليقة السابقة: أنه منقوش نقشا بديعا، وربما كان هذا الكهف بما احتوى عليه من فجوات ونقوش هو المكان الذي رآه ابن العربي بجانب مائدة عيسى، ولا أستبعد أن الكهف وما فيه من فجوات كان محلا لاعتكاف بعض الزاهدين، وربما كان هنالك أيضا بعض البيوت المنحوتة طمست بإقامة أبنية جديدة في مكانها.

<<  <   >  >>