للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أرضه حين قال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [ص: ٧٦] (١) والكبر داء تعددت أسبابه وكثرت مسبباته.

ومنها:

غرور العلم: وهو أشد أنواع الغرور على الإطلاق والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر أكثر الناس عرضة للإصابة بجرثومة هذا الداء الفتاك، فالخطابة والكتابة والتعليم والتوجيه وسواها من وسائل الدعوة فضلا عن الشهادات والدرجات العلمية، والألقاب الجامعية فإنها تعد من أوسع مداخل الشيطان إلى النفس البشرية؛ لأنها مجلبة للشهرة لافتة للأنظار، مثيرة للإعجاب، وفي هذا ما فيه من عوامل الإشباع والإملاء لرغائب النفس وجوعاتها.

فعلى الدعاة إلى الله الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أن يكونوا شديدي الاحتراس من الوقوع في هذا المرض العضال وليعلموا أن الله الذي منحهم هذه المواهب قادر على أن يسلبهم إياها من حيث لا يشعرون، إن من حق الله عليهم أن يكونوا شاكرين لفضله غير جاحدين ولا كافرين، قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: ٧]


(١) سورة ص، آية ٧٦.

<<  <   >  >>